تخطط شركة لوريال لإضافة مليار مستهلك جديد إلى قائمة زبائنها بحلول 2020. كما أن الشركة تخطط لخفض بصمتها الكربونية بمعدل 60% خلال الفترة نفسها. والقاسم المشتركة في هذين المسارين يتمثل في اتباع منهجية قوية.
ريادة في السوق
تحتل لوريال موقعاً طليعياً في السوق العالمية بما تطرحه من منتجات تجميلية. وهي موجودة في 130 بلدا ضمن خمس قارات، ولديها جعبة تزخر بـ 32 علامة تجارية.
وفي إطار سعيها لزيادة فاعليتها، انتقلت الشركة في 2016 من نموذج التوزيع إلى الخوض في سوق التجزئة، بحيث تم تجميع كافة العناصر اللوجستية ضمن إدارة مركزية: من التطوير إلى التصنيع إلى سلسلة التوريد الداخلة، والتغليف، والتوسيم وسلسلة التوريد الصادرة.
كما فتحت لوريال قنوات بيع جديدة مثل التجارة الإلكترونية والمتاجر الخارجية القائمة بذاتها. وقد ساهمت هذه التطورات مع الجهود الأخرى في زيادة القدرة الإنتاجية للشركة بنسبة 29% على امتداد العقد الماضي.
استدامة الإنتاج
بالتوازي مع كل ذلك، وضعت لوريال نصب أعينها هدفاً يتمثل في خفض انبعاثاتها الكربونية بمعدل 60% بحلول 2020، وذلك ضمن برنامج أطلقت عليه اسم “مشاركة الجمال مع الجميع”. وقد تم تعميم أفضل الممارسات في استدامة الإنتاج على المكاتب الإقليمية وتطبيقها على امتداد سلسلة إنتاج القيمة من الإنتاج إلى النقل فالتغليف. فعلى سبيل المثال، تتخذ لوريال ميدل إيست من دبي مقراً لها، وهي تغطي كامل منطقة الخليج وتطبق منهجيتها في عموم المنطقة.
ياسين بكاري، مدير العمليات لدى لوريال ميدل إيست يشرح كيفية تطبيق هذه الآلية بالقول: “بدأنا في عملية القياس، حيث جمعنا البيانات المتأتية من كل مرحلة من مراحل الإنتاج، بغرض الوقوف على المفاصل التي تتسم بالاستهلاك الزائد، وتلك التي حققنا فيها انخفاضاً في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. ومن خلال ذلك تمكنا من بناء ملفنا لأفضل الممارسات.”
مسيرة من التحسينات
عبر إجراء العديد من التحسينات، نجحت الشركة في تخفيض انبعاثاتها الكربونية بمعدل 67% خلال 10 سنوات حتى 2016. وفي الوقت الحالي يبلغ عدد المواقع المحايدة كربونياً لدى لوريال 15 موقعاً تتضمن معامل ومراكز تسويق. لقد أدى استخدام الشحن البحري بدلاً من الشحن الجوي إلى خفض انبعاثات الكربون بنسبة 50%. أما استخدام الأسطح المنزلقة بدلاً من المنصات العادية فحقق زيادة قدرها 20% في المساحة التخزينية.
وبقدر الإمكان جرى إلغاء المحطات الإقليمية الوسيطة ضمن مسار التسليم، لذا فإن الشحنة المتجهة من فرنسا إلى تونس تصل وجهتها مباشرة ومن دون المرور عبر دولة الإمارات.
وقد تم إطلاق مبادرات أخرى بهدف تقليل البصمة الكربونية الناجمة عن النقل، وخفض نسبة الهالك إلى المنتجات السليمة، فضلاً عن تخفيض استهلاك المياه.
الاستخدام الأمثل للخبرات المحلية
تستند لوريال على خبرات شركائها المحليين من أمثال محبي لوجستكس لتعزيز قدرتها في مجال النقل المستدام وخفض الهالك. ولدى الشركة ما يربو على 4000 زبون و 1000 نقطة تسليم في دبي وحدها.
وقد تمكنت محبي لوجستكس من إنجاز قدر أكبر من عوامل الحمولة، فضلاً عن ترتيبات متعددة للنقل. وعملت أيضاً على دمج الطلبات بهدف تخفيض التكرار في عمليات الشحن. ولم تكتف بذلك، بل استخدمت الصناديق البلاستيكية القابلة لإعادة الاستخدام بدلاً من الصناديق الكرتونية.
إن هذه الجهود المتكاملة تؤشر بشكل واضح إلى أن لوريال ماضية في تحقيق أهدافها المستدامة.
