في منتدى الخريف للأغذية والمشروبات الذي انعقد في دبي في الفترة من 9 – 11 نوفمبر 2014، عرض السيد فيل شاورنغ كبير المسؤولين التشغيليين لدى محبي لوجستكس الأسباب التي تجعل كلمة “استدامة” مفردة ملحة على أجندة اليوم.
حضر هذا الحدث المهم وفود من كبريات شركات الأغذية حول العالم، حيث ناقشوا آخر المستجدات والفرص المتاحة في منطقة تتسم بالنمو المتسارع، وتتصاعد فيها معدلات استيراد الأغذية.
وأشار فيل شاورنغ إلى الحاجة الملحة لاتباع ممارسات جيدة من أجل إنجاز سلسلة توريد مستدامة في مجال الغذاء، وذلك عبر تحقيق ثلاثة متطلبات مهمة: تخفيض أسعار البضائع الاستهلاكية، وتحفيز المبيعات، وتعظيم العوائد المتأتية من الاستثمارات.
لماذا الاهتمام بالاستدامة؟
إننا، على امتداد مسيرة حياتنا، نظل معتمدين على سلاسل توريد الغذاء التي تضمن توفير الغذاء بكميات ملائمة، وبالجودة المطلوبة، وبأسعار معقولة. وبالنسبة لمصنعي الأغذية، فإن وجودهم في السوق مرتبط باستمرار الطلب على منتجاتهم. لكن هذه الشروط لا تحدث بمحض الصدفة، إنما تتطلب التخطيط والقدرة على الاستشراف.
ويتلخص دور الأطراف الوسيطة في سلسلة توريد الغذاء – الموردين، والموزعين وتجار التجزئة – في ضمان التدفق السلس وغير المنقطع لتلك المنتجات من المزرعة وحتى المصنع، وتحديداً من المصنع حتى مائدة الطعام. وبالنسبة لمنطقة الخليج، حيث الاستيراد يعد المصدر الرئيس للغذاء، ثمة حاجة متزايدة لهذه الآليات السلسة من أجل ضمان وصول الإمدادات الغذائية.
الحواجز المحلية التي تعترض استدامة توريد الغذاء
إن شعوب منطقة الخليج بحاجة ماسة للعمل معاً من أجل بناء كيان فاعل وقوي. وفي الوقت نفسه لا بد من الإقرار بوجود حواجز قد تعيق استدامة توريد الأغذية.
التوعية – تفتقر دوائر الخدمة العامة بالإجمال للتوعية بالحاجة الماسة لجعل قنوات استيراد الغذاء أكثر فاعلية وكفاءة.
البيروقراطية – إن عدم توحيد التشريعات بين شعوب المنطقة، فضلاً عن وجود الآليات البيروقراطية وتحكمها في استخراج الموافقات اللازمة في عدد من دول المجلس من شأنها أن تعقّد وتبطئ حركة تدفق المنتجات الغذائية عبر المنطقة.
التوزيع – يتسم العديد من قنوات التوزيع بالتعقيد والإجراءات والجهود المكررة. لهذا فإن منهجية التوزيع المركزي، والتي تنطوي على استخدام عدد أقل من الشاحنات على الطرق لإيصال الأغذية إلى شبكة أوسع من نقاط البيع تظل عرضة للنمو البطيء.
البنية التحتية – تمتلك بعض بلدان مجلس التعاون بنى تحتية متطورة في مجالات التخزين والتوزيع (ولا سيما في دولة الإمارات)، لكنها بحاجة إلى تعميم في مختلف أنحاء المنطقة.
الاستدامة تعني وفرة مالية
إن القدرة على تأمين خطوط التوريد الجيدة والفاعلة بأقل قدر من البيروقراطية والإجراءات البطيئة إنما تعود بالفائدة على مختلف القطاعات في المجتمع.
فالمنتجون والمزارعون على حد سواء يحققون نمواً مضطرداً في الطلب على منتجاتهم، فضلاً عن حماية ماركاتهم وأسعارهم. وفي المقابل فإن المستهلكين يتمتعون بخيارات واسعة من المنتجات على مدار العام، وبأسعار منخفضة. أما تجار التجزئة فيحصلون على طلبياتهم المناسبة، في المواعيد المناسبة – ومن خلال خفض التكاليف التشغيلية، يمكنهم تأمين هوامش أعلى.
ويعود سبب الاهتمام العالمي المتزايد بالاستدامة الغذائية إلى كونها تعد تجسيداً للممارسة التجارية الجيدة. فهي تعبّر عن المقولة السائدة “اعتن بحاضرك، يعتني بك المستقبل.”
