يعد تدشين ميناء خليفة خاتمة سعيدة لرحلة سنوات خمس من العمل المتواصل في واحد من أهم مشاريع البنية التحتية. سيكون هذا الميناء بمثابة بوابة رئيسة لمدينة أبوظبي، إذ سيتيح مناولة 15 مليون حاوية بحلول عام 2030.
شهد شهر سبتمبر 2012 تدشين العمليات التجارية لميناء خليفة، الذي سيتخذ مكانه المحوري كمنفذ لشحن الحاويات في أبوظبي، وهو يقع الطويلة على بعد 40 كيلومتراً إلى الشمال من المدينة. تأتي هذه الخطوة متزامنة مع قرب بلوغ ميناء زايد أقصى طاقة استيعابية له قبل نهاية هذا العام.
وبحلول العام 2013، سيتم تحويل الحاويات كافة إلى ميناء خليفة، حيث سيجري تحويل ميناء زايد لخدمة البواخر النظامية.
ويعد ميناء خليفة، جنباً إلى جنب مع منطقة أبوظبي الصناعية (كيزاد) من أهم المشروعات الطموحة التي تتم إقامتها في أبوظبي. وقد تم إنشاء هذا الميناء البحري على جزيرة بعيداً عن الشاطئ، مما تطلب خمس سنوات من العمل في الاستصلاح والتجريف والبناء، أفضت إلى إقامة صرح عملاق يعد من أكثر الموانئ تقدماً في المنطقة.
يبلغ عمق الميناء 16 متراً، ورصيفه مدعم بجدار استنادي يبلغ طوله أربعة كيلومترات، الأمر الذي يجعله قادراً على استيعاب أضخم ناقلات الحاويات وأحدثها على مستوى العالم. ويمتد الميناء على مساحة إجمالية تقدر بـ 2.7 كيلومتر مربع.
وتقوم الخطة الرئيسة للمشروع على جعل منطقة أبوظبي الصناعية مركزاً صناعياً كبيراً يمتد على مساحة 417 كيلومتراً مربعاً، أي ما يعادل أربعة أضعاف مساحة جزيرة أبوظبي، وثلثي مساحة سنغافورة، وربع مساحة لندن. وبحلول العام 2030 من المتوقع أن يكون الميناء قادراً على التعامل مع 15 مليون حاوية.
ومن المتوقع أن يصل ميناء زايد إلى أقصى طاقة استعابية له بنهاية العام الحالي، حيث يبلغ عدد الحاويات التي يستقبلها زهاء 800 ألف حاوية.
ومن حسن الطالع أن ذلك التاريخ هو نفسه الموعد المتوقع للبدء في عملية الانتقال إلى الميناء الجديد. وقد تم بالفعل تجهيز المرفأ 1 في ميناء خليفة لتكون قادرة على التعامل مع 2.5 مليون حاوية، ويمكن بشكل عاجل تفعيل العمل في المرفأ 2 (عبر إضافة الرافعات) لزيادة الطاقة الاستيعابية للميناء بمقدار 2.5 مليون حاوية إضافية.
يعد تطوير منطقة أبوظبي الصناعية خطوة مهمة بالنسبة لإمارة أبوظبي. وفي هذا يقول صاحب السمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أبوظبي التنفيذي: “إن ميناء خليفة يجسد التزام القيادة الرشيدة بإقامة المشاريع الحيوية التي تدفع النمو الاقتصادي قدماً، بما يعزز القطاعات الاقتصادية والتجارية.”
لقد تم إنشاء المركز الصناعي ليساهم بما نسبته 15% من الناتج غير النفطي لإمارة أبوظبي بحلول 2030. ويوجد في الطويلة حالياً محطة طاقة توفر إمداداً كافياً ومتواصلاً للطاقة إلى الميناء.
ثمة تغيرات مثيرة للاهتمام تتضمنها خطة تطوير ميناء زايد. وبفضل الموقع المتميز لهذا الميناء في قلب المدينة، سيتم تحويله إلى مرسى للبواخر المنتظمة، الأمر الذي يمثل ركناً مهماً آخر في رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030. وسيواصل الميناء عمله في التعامل مع الشحن العام.
وفي ما يتعلق بالشأن البيئي، فمن السارّ حقاً أن ميناء خليفة لن يكون له أي أثر ضار بالطبيعة المحيطة، إذ قام مطورو الميناء ببناء كاسر الأمواج البيئي، الذي يمتد بطول ثمانية كيلومترات حول الميناء مما يشكل حماية للحيد المرجاني في رأس غناضة.