على الدوام، كانت قوة الهند تكمن في الأرقام، ففي بلد يربو تعداد سكانه على 1.3 مليار إنسان ثمة على الأرجح ما يوازي ذلك من الفرص والتحديات. لقد مكنت الثورة الخضراء الهند من تحقيق الاكتفاء الذاتي في المواد الغذائية الأساسية.
وأدت ثورة القمح إلى جعل الهند، التي طالما عانت من نقص في منتجات الألبان، واحدة من أكثر البلدان المنتجة للحليب في العالم. وجرى تحقيق كل ذلك ليس من خلال قوة الإنتاج الصناعي الكثيف، وإنما من خلال الجهد الجماهيري الواسع.
لكن ذلك ينطوي على أثمان باهظة، فالهند تفقد ما نسبته 30% من محصولها بسبب احتياجها إلى مرافق ملائمة للتخزين والنقل. ويفتقر البلد إلى الأنظمة والآليات المناسبة لإدارة سلسلة توريد مبرّدة لحفظ الأطعمة، مما يوفر فرصة ذهبية بالنسبة لمزودي حلول سلاسل التوريد ومن هؤلاء محبي لوجستكس، لكن هذا الوضع نفسه ينطوي على تحديات جسيمة فيما يتعلق بالبنى التحتية.

المدير التنفيذي بن جاكوب جورج
بالنسبة إلى بن جاكوب جورج، المدير التنفيذي لمحبي لوجستكس، وهو نفسه من أصول هندية، ثمة مقاربة مثالية يراها على النحو التالي: “إذا أردت العمل في الهند، هنالك شرطان أساسيان لا بد من توفرهما للنجاح، أولهما أن تتمتع بقدر عال للغاية من التنظيم والمنهجية عند تشغيل أعمالك، وثانيهما أن تتحلى بالمرونة والمقدرة على التكيف السريع بحيث لا تفقد السيطرة في حال تغيرت ظروف السوق. وفي هذين البعدين، نحن نمتلك سجلاً يؤهلنا بقوة لهذا الأمر.”
لماذا اختيار الهند؟
تعيش الهند حقبة تتسم بالإثارة، فهي تتجه لأن تصبح أكبر سوق استهلاكية بحلول العام 2025 – متقدمة عشر نقاط عن المستويات الحالية. ومن شأن هذا التطور أن يؤسس لنشوء طبقة متوسطة ضخمة تعدادها نحو 600 مليون شخص بما لديهم من تطلعات واحتياجات للمنتجات والخدمات.
لقد نما الناتج القومي للهند بنسبة 6-7% خلال العقدين الماضيين، ومن المتوقع أن يستمر هذا المنحى من النمو خلال السنوات العشر المقبلة.
أما العامل الرئيس الثاني الذي سيساعد على تعاظم الاستهلاك فيتمثل في النمو السكاني الذي سيمنح الهند سجلاً ديموغرافياً يتألف أساساً من الشباب الذي يمثل قوة عمل هائلة العدد. وبالتالي ستنخفض نسبة الإعالة إلى ما دون 50%، مما يعني زيادة المداخيل الكلية وتوسيع قاعدة الاستهلاك.
دخول الماركات التجارية العالمية
سمحت الهند للماركات التجارية العالمية بالدخول والعمل في أسواقها سواء في مجال الأغذية أو سواها من القطاعات الاستهلاكية الأخرى.غير أن تلك الماركات بحاجة للحفاظ على سلامتها بحيث تصل طازجة إلى المستهلك النهائي مع ضمان مستوى عال من الجودة، الأمر الذي يتطلب وجود شركة لوجستيات متخصصة في المنتجات سريعة الدوران تعمل على حماية تلك الماركات من حيث المكونات والخصائص والفوائد.
مبادرة محبي لوجستكس
لقد دشنت محبي لوجستكس بالفعل عملياتها التشغيلية في الهند وهي تقدم خدماتها لعملاء متعددي الجنسيات. وهاهي الشركة تقرر الآن توسيع نطاق عملياتها هناك، مستندة إلى سجلها الحافل من الصيت الذائع والخبرة العميقة في خدمة الماركات العالمية، وإلى اتّباعها أفضل الممارسات في مجال خدمة الشركات العالمية التي تسعى لدخول السوق الهندية. إن محبي لوجستكس تفهم جيداً لغة الشركات متعددة الجنسيات، كما تدرك حاجاتها ودينامياتها وأهدافها.
الخطط المستقبلية
تخطط محبي لوجستكس خلال السنوات الخمس أو السبع المقبلة لإنشاء شبكة من مرافق اللوجستيات عالية المستوى في مواقع عديدة بالهند. ومن شأن تلك المبادرات أن توفر بنية متكاملة للتخزين والتسليم تتسم بكونها صديقة للبيئة ومتعددة الحرارة وتعتمد على أرقى التقنيات لدعم عملياتها وآلياتها الإدارية مع آليات متطورة لتقديم التقارير إلى العملاء.
“تخضع بيئة الاتجار بالأغذية في سوق التجزئة الهندية لعملية تحول كبرى، إذ بدأ الناس يدركون جيداً الحاجة الماسة للحد من الهدر القائم. وسيكون لنا دور مركزي في المساعدة على تحقيق ذلك التغير.” بهذه الكلمات يوجز الرئيس التنفيذي محمد محبي الفكرة.